وداعاً للأمراض النفسية و ضيق الصدر
إقرأ لتعرف الأسباب
يعاني معظم الناس اليوم من الأمراض النفسية و الهموم و ضيق الصدر ، و تشهدعيادات الأطباء النفسيين آلاف المراجعين سنوياً ممن يفشل الطب النفسي فيمساعدتهم..
و قد كتب الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله كتيباً صغيراً فيمعالجة أمراض النفس و ضيق الصدر بعنوان (الوسائل المفيدة للحياة السعيدة)و قد قيل عنه بأنه أعظم مستشفى للأمراض النفسية على وجه الأرض..
و قد أجمل فيه الشيخ رحمه الله أعظم أسباب علاج الأمراض النفسية وضيق الصدر باختصار و كانت:
-1 الهدى والتوحيد ، كما أنَّ الضلال والشرك من أعظم أسباب ضيق الصدر ، فإن الهدى و توحيد الله تعالى من أعظم أسباب انشراح الصدر.
-2 الإِيمان الصادق بالله تعالى مع العمل الصالح.
-3 العلم النافع، فكلَّما اتَّسع علم العبد انشرح صدره واتسع.
-4 الإِنابة والرُّجوع إلى الله سبحانه، ومحبَّتُه بكلِّ القلب، والإِقبال عليه والتَّنعُّم بعبادته.
-5 دوام ذكر الله على كلِّ حالٍ وفي كلِّ موطنٍ ، فللذِّكر تأثيرٌ عجيبٌ في انشراح الصَّدر، ونعيم القلب، وزوال الهم والغمِّ.
-6 الإِحسان إِلى الخلق بأنواع الإِحسان والنَّفع لهم بما يُمكن فالكريم المحسن أشرح الناس صدراً وأطيبهم نفساً، وأنعمهم قلباً.
-7 الشجاعة، فإِنَّ الشجاع مُنشرح الصدر متَّسع القلب.
-8 تخليص القلب من الصِّفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه: كالحسد،والبغضاء، والغلِّ، والعداوة، والشَّحناء، والبغي، وقد ثبت أنَّه عليهالصلاة والسلام سُئل عن أفضل الناس فقال: "كلُّ مخموم القلب صدوق اللسان"،فقالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: "هو التقيُّ النَّقيُّلا إِثم فيه، ولا بغي، ولا غلَّ، ولا حسد".
-9 ترك زيادة النظر و زيادة الكلام ، و زيادة الاستماع، و زيادة المخالطة،و زيادة الأكل و زيادة النوم النوم، فإِنَّ ترك ذلك من أسباب شرح الصدر،ونعيم القلب وزوال همه وغمِّه.
-10 الاشتغال بعملٍ من الأعمال أو علمٍ من العلوم النَّافعة، فإِنها تُلهي القلب عمَّا أقلقه.
-11 الاهتمام بعمل اليوم الحاضر وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل وعنالحزن على الوقت الماضي فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدُّنيا،ويسأل ربَّه نجاح مقصده، ويستعينه على ذلك فإِنَّ ذلك يُسلِّي عن الهموالحزن ، لذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه و سلم "اللهم إني أعوذ بكمن الهم و الحزن" و الهم يكون على المستقبل و الحزن يكون على الماضي.
-12 النظرُ إِلى من هو دونك ولا تنظر إلى من هو فوقك في العافية وتوابعها والرِّزق وتوابعه.
-13 نسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يُمكنه ردَّها فلا يُفكر فيه مطلقاً.
-14 إِذا حصلت على العبد نكبةٌ من النَّكبات فعليه السَّعي في تخفيفها بأنيُقدِّر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر، ويدافعها بحسب مقدوره.
-15 قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبهاالأفكار السَّيِّئة، وعدم الغضب، ولا يتوقع زوال المحابِّ وحدوث المكارهبل يكل الأمر إلى الله عزَّ وجلَّ مع القيام بالأسباب النافعة، وسؤال اللهالعفو والعافية.
-16 اعتماد القلب على الله والتَّوكُّل عليه وحسن الظنِّ به سبحانه وتعالى، فإِنَّ المتوكل على الله لا تؤثِّر فيه الأوهام.
-17 العاقل يعلم أنَّ حياته الصحيحة حياة السعادة والطمأنينة وأنها قصيرةٌجداً فلا يُقصِّرها بالهمِّ والاسترسال مع الأكدار، فإِنَّ ذلك ضدُّالحياة الصحية.
-18 إِذا أصابه مكروه قارن بين بقيَّة النعم الحاصلة له دينيَّةً أودنيويَّةً وبين ما أصابه من المكروه فعند المقارنة يتَّضح كثرةُ ما هو فيهمن النِّعم، وكذلك يُقارن بين ما يخافه من حدوث ضرر عليه وبين الاحتمالاتالكثيرة في السلامة فلا يدع الاحتمال الضعيف يغلب الاحتمالات الكثيرةالقوية وبذلك يزول همه وخوفه.
-19 يعرف أنَّ أذيَّة الناس لا تضُرُّه خصوصاً في الأقوال الخبيثة بل تضرُّهم فلا يضع لها بالاً ولا فكراً حتى لا تضرُّه.
-20 يجعل أفكاره فيما يعود عليه بالنفع في الدين والدنيا.
-21 أن لا يطلب العبد الشكر على المعروف الذي بذله وأحسن به إِلا من اللهويعلم أنَّ هذا معاملة منه مع الله فلا يُبال بشكر من أنعم عليه {إِنَّمَانُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاشُكُورًا}ويتأكد هذا في معاملة الأهل والأولاد.
-22 جعل الأمور النافعة نصب العينين والعمل على تحقيقها وعدم الالتفات إِلى الأمور الضارَّة فلا يشغل بها ذهنه ولا فكره.
-23 حسم الأعمال في الحال والتَّفرُّغ للمستقبل حتى يأتي للأعمال المستقبلة بقوة تفكير وعمل.
-24 يتخيَّر من الأعمال النافعة والعلوم النافعة الأهم فالأهم وخاصةً ماتشتد الرغبة فيه ويستعين على ذلك بالله ثم بالمشاورة فإِذا تحقَّقتالمصلحة وعز توكَّل على الله.
-25 التحدُّث بنعم الله الظاهرة والباطنة، فإِنَّ معرفتها والتحدُّث بها يدفع الله به الهمَّ والغمَّ ويحثُّ العبد على الشُّكر.
-26 معاملةُ الزوجة والقريب والمعامل وكلِّ من بينك وبينه علاقةٌ إذا وجدتبه عيباً بمعرفة ما له من المحاسن ومقارنة ذلك بما فيه من عيب ، فبملاحظةذلك تدوم الصحبة وينشرح الصدر قال صلى الله عليه و سلم : "لا يفرك (لايكره) مؤمنٌ مؤمنةً إن كره منها خُلقاً رضي منها آخر".
-27 الدعاء بصلاح الأمور كلها وأعظم ذلك "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمةأمري، ودنياي التي فيها معاشي، وآخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياةزيادةً لي في كلِّ خيرٍ، والموت راحةً لي من كلِّ شرٍّ"، وكذلك "اللهمرحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عينٍ وأصلح لي شأني كله لا إِله إِلاأنت".
-28 الجهاد في سبيل الله قال عليه الصلاة والسلام: "جاهدوا في سبيل الله،فإِنَّ الجهاد في سبيل الله بابٌ من أبواب الجنة يُنجِّي الله به منالهمِّ والغمِّ".
وهذه الأسباب والوسائل علاجٌ مفيدٌ للأمراض النَّفسية ومن أعظم العلاجللقلق النَّفسيِّ لمن تدبَّرها وعمل بها بصدقٍ وإِخلاصٍ، وقد عالج بها بعضالعلماء كثيراً من الحالات والأمراض النفسية فنفع الله بها نفعاً عظيماً.