هل تكبيرات العيد المصرية بدعة ؟؟

[size=16]في صلاة العيد الماضي .. تجمعنا في مصلى العيد بالخلاء لنؤدي سنة رسول الله .. المشهدمهيب .. و الناس في عزم شديد تطلق صيحات التكبير . التي تختلع منها القلوبحمدا لله على نعمة الإسلام .. و تذرف منها العيون أملا في تحقيق آمالالمجد ..

(الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر ولله الحمد ،اللّه أكْبَرُ كَبيراً، والحَمْدُ لِلَّهِ كَثيراً، وَسُبْحانَ اللَّهِبُكْرَةً وأصِيلاً، لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَلا نَعْبُدُ إِلاَّإِيَّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدينَ وَلَوْ كَرِهَ الكافِرُون، لا إِلهَإِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، و أعز جندهوَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصينله الدين ولو كره الكافرون ، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمدوعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وعلىذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا )

صيحات ، كنت ولازلت لا أتمالك نفسي من البكاء و أنا أرددها كل عيد .. أستشعر بها حلاوة الإسلام ، و أحلم معها بأيام المجد ..

الكون كله يضحك ، و مظاهر جماله تلتف حول الحضور ، و هم يجمعهم الإيمان ، و الصفاء الروحي ، و الشعور الأخوي ..
تحسحينما تنظر إليهم أنك لا ترى مجرد أجساد واقفة أو جالسة القرفصاء علىالحصير .. و لكن تشعر أنك ترى قوى من قوى الإسلام ، تجمعت لتكون إسلاماواحدا عظيما ..

حينماتمد يدك لأخيك ، و تعانقه .. تشعر أن دفئا يحوط القلب .. تستشعر السلاموالبشر ، و الوفاء والإخاء .. و قول الإنسان لأخيه : و أنتم بخير ..

في هذه الأثناء .. حيث صيحات التكبير تدوي في المكان .. سمعت فتى يقول : هذا التكبير بدعة ، لم يرد عن رسول الله .. و إنما الذي ورد عنه ، هو تكبير الحرم النبوي التكبير ثلاثا فقط ..
و مثل هؤلاء محترفون في إفناء أي لحظة سعيدة تجمع شمل الأمة ..

وقد وجدت أنه لزاما علي أن أوضح الحق .. ليضرب المسلمون الخلصاء بهذاالكلام عرض الحائط ، و يداومون على ممارسة شعائرهم بالوجه الذي أحله الله..

و أقول :

أولا :
التكبيرفي العيد حكمه الندب .. و لم يرد في السنة صيغة معينة ملزمة .. و لكن كلالذي ورد فيه هو بعض الآثار المروية عن قليل من الصحابة ليست مرفوعة إلىالنبي صلى الله عليه وسلم .. و إنما هي اجتهاد شخصي ليس عليه دليل ملزم ..و النص الوارد في ذلك مطلق وهو قـوله تعالى : ( وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَعَلَى مَا هَدَاكُمْ ) و هو نص مطلق لم يقيد صيغة معينة للتكبير ..
فمن ادعى أن هناك صيغة ثابتة للتكبير ، فهو مخرف مبتدع ..

ثانيا :
فيمصر ، منذ دخول الإسلام إليها ، و هناك صيغة متعارف عليها بين أهلها ، إلىيومنا هذا .. وهي صيغة شرعية صحيحة قال عنها الإمام الشافعي رحمه اللهتعالى : " وإن كبر المسلم على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن ، وإن زادتكبيرًا فحسن ، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه "
وزيادةالصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأنصاره وأزواجه وذريته فيختام التكبير أمر مشروع ؛ فإن أفضل الذكر ما اجتمع فيه ذكر الله ورسولهصلى الله عليه وآله وسلم ، كما أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليهوآله وسلم تفتح للعمل باب القبول ..

و قد استحسن السلف أي صيغة ..

قال الصنعاني : "وفيها صفات كثيرة و صيغ عند عدد من الأئمة وهو يدل على التوسعة في الأمر والإطلاق في الآية يقتضي ذلك"

و قال النووي: " وإن قال المسلم ما أعتاده الناس فهو حسن وكل هذا على التوسعة ولا حجر في شيءٍ منها"

و بهذا وغيره ، فإنه لم يرد نص ثابت في تكبيرات العيد .. بل إن الأولى اتباع ما جرى عليه العرف و العادة ..

هذا و الله أعلم ..
[/size]

» الكفتة المصرية